كمبيوتر صخر: البداية العربية لعصر الحوسبة الشخصية

كمبيوتر صخر هو علامة بارزة في تاريخ الحوسبة الشخصية في العالم العربي، حيث كان أول جهاز كمبيوتر شخصي مُصمم خصيصًا للمستخدم العربي. أطلقته شركة “العالمية” بالتعاون مع شركة “ياماها” اليابانية في الثمانينيات. كان الهدف من هذا الجهاز هو نشر ثقافة الحوسبة وتقديم حلول تقنية تتوافق مع اللغة العربية واحتياجات المستخدمين في المنطقة.


النشأة والتطوير

جاءت فكرة كمبيوتر صخر من الحاجة إلى جهاز حاسوب يدعم اللغة العربية بشكل كامل، وهو ما لم تكن توفره الأجهزة المتاحة في ذلك الوقت. تميز الكمبيوتر بدعمه للغة العربية في جميع واجهاته وتطبيقاته، مما جعله شائعًا بين الطلاب، الهواة، والمؤسسات التعليمية.

تعاونت شركة “العالمية” مع “ياماها” لتطوير هذا الجهاز، واستندت تصميماته إلى منصة MSX، وهي معيار عالمي لأجهزة الحواسيب الشخصية في ذلك الوقت.


الإصدارات والمواصفات

أنتجت “العالمية” عدة إصدارات من كمبيوتر صخر، كان أبرزها:

  1. صخر AX-170: أول نموذج تم طرحه، وكان يتميز بلوحة مفاتيح تدعم الكتابة بالعربية والإنجليزية.
  2. صخر AX-200: إصدار مطور يحتوي على تحسينات في الأداء والبرمجيات.
  3. صخر AX-350 وAX-370: إصدارات متقدمة تدعم ميزات أكثر تطورًا مثل الرسومات والألعاب.

تراوحت المواصفات التقنية بين معالجات 8 بت وذاكرة وصول عشوائي (RAM) تصل إلى 64 كيلوبايت.


البرمجيات والتطبيقات

تميز كمبيوتر صخر بتوفير برامج عربية بالكامل، مما جعله مميزًا عن باقي الحواسيب. من أبرز التطبيقات التي كانت متوفرة عليه:

برامج تعليمية: شملت مواد دراسية للأطفال والشباب.

معالج النصوص العربي: لإعداد المستندات باللغة العربية بسهولة.

الألعاب: تضمنت ألعابًا تعليمية وترفيهية، منها ألعاب باللغة العربية.

برامج قواعد البيانات والجداول: مثل برامج المحاسبة والتخطيط.


الأهمية الثقافية والتعليمية

لعب كمبيوتر صخر دورًا كبيرًا في نشر الحوسبة بين الأجيال العربية في الثمانينيات والتسعينيات. استخدم في المدارس والمؤسسات التعليمية، وساهم في تدريب الشباب على المهارات التقنية.


التحديات والأفول

مع دخول التسعينيات، بدأت أجهزة الحواسيب العالمية الأخرى مثل IBM PC وApple Macintosh بالهيمنة على السوق بسبب تطورها السريع. لم تتمكن أجهزة صخر من مواكبة التغيرات التكنولوجية، مما أدى إلى تراجعها تدريجيًا.


الإرث والحنين

لا يزال كمبيوتر صخر رمزًا للابتكار العربي في مجال التكنولوجيا، ويُذكر باعتزاز من قبل كل من استخدمه في طفولته أو شبابه. بالنسبة للكثيرين، يمثل كمبيوتر صخر أول تجربة لهم مع عالم الحواسيب، وهو ما يجعله جزءًا لا يُنسى من ذكريات جيل كامل.

اترك تعليقاً 0

Your email address will not be published. Required fields are marked *