الفريق عبدالمنعم رياض

الفريق عبدالمنعم رياض

مقدمة

يُعد الفريق عبدالمنعم رياض أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر، حيث كرّس حياته لخدمة الوطن والدفاع عنه حتى لحظة استشهاده. عُرف بذكائه العسكري وشجاعته الفريدة، وكان مثالًا للقائد الذي لا يكتفي بإصدار الأوامر، بل يقاتل إلى جانب جنوده في الميدان. وقد جسّد باستشهاده يوم 9 مارس 1969 معاني التضحية والفداء، ليصبح هذا اليوم لاحقًا “يوم الشهيد” في مصر تكريمًا له ولجميع شهداء الوطن.

نشأة وبداية المسيرة العسكرية

وُلد عبدالمنعم رياض في 22 أكتوبر 1919 بمحافظة الشرقية، ونشأ في بيئة عسكرية حيث كان والده ضابطًا بالجيش المصري. التحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1938 لينضم إلى سلاح المدفعية، ومنذ ذلك الحين برز كضابط متميز يمتلك قدرات قيادية استثنائية.

خلال مسيرته، أكمل العديد من الدورات العسكرية في مصر والخارج، واكتسب خبرات كبيرة من خلال مشاركته في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب اليمن، بالإضافة إلى دوره المهم في إعادة بناء الجيش المصري بعد نكسة 1967.

قيادة الجيش بعد النكسة

بعد هزيمة يونيو 1967، تم تعيين الفريق عبدالمنعم رياض رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، حيث عمل جاهدًا على إعادة تنظيم الجيش، ورفع الروح المعنوية للجنود، والتخطيط لاستعادة الكرامة العسكرية. وكان من أبرز إنجازاته خلال هذه الفترة قيادة حرب الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية، حيث ركّز على تكتيكات جديدة تعتمد على الضربات المباغتة وإضعاف العدو تدريجيًا.

استشهاد البطل في الميدان

في 9 مارس 1969، قرر عبدالمنعم رياض أن يكون وسط جنوده على الجبهة أثناء تبادل القصف مع العدو الإسرائيلي في منطقة الضفة الغربية لقناة السويس. وأثناء تفقده للمواقع الأمامية، تعرض الموقع لقصف مدفعي إسرائيلي مكثف، مما أدى إلى استشهاده متأثرًا بجراحه.

لم يكن عبدالمنعم رياض مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للشجاعة ونموذجًا للقائد الذي لا يختبئ خلف الخطوط الخلفية، بل يواجه التحديات جنبًا إلى جنب مع جنوده.

إرثه وتخليد ذكراه

بعد استشهاده، تم إعلان 9 مارس “يوم الشهيد” في مصر تكريمًا له ولجميع شهداء القوات المسلحة. كما أُقيم له تمثال في ميدان عبدالمنعم رياض بوسط القاهرة، تخليدًا لدوره البطولي.

ظل عبدالمنعم رياض رمزًا للقيادة الحكيمة والتضحية من أجل الوطن، وستظل ذكراه محفورة في قلوب المصريين كنموذج للعسكرية الوطنية والولاء للوطن حتى آخر لحظة.

خاتمة

الفريق عبدالمنعم رياض لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان أسطورة في التضحية والوطنية. بفضل إخلاصه وتفانيه، ساهم في إعادة بناء الجيش المصري بعد النكسة، ومهد الطريق لانتصارات أكتوبر 1973. استشهاده كان رسالة واضحة بأن القائد الحقيقي لا يختبئ في المكاتب، بل يكون أول من يتقدم الصفوف، وهي رسالة ستظل تلهم الأجيال القادمة في مصر وخارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *