دونالد رامسفيلد: المهندس العسكري والسياسي الأمريكي

دونالد رامسفيلد: المهندس العسكري والسياسي الأمريكي

مقدمة

يُعد دونالد هنري رامسفيلد (1932–2021) واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارةً للجدل في السياسة الأمريكية الحديثة، حيث لعب دورًا حيويًا كوزير للدفاع في إدارتين مختلفتين، وأشرف على استراتيجيات عسكرية غيرت مسار التاريخ، لا سيما خلال حرب العراق وأفغانستان.

النشأة والمسيرة المبكرة

وُلد رامسفيلد في 9 يوليو 1932 في إلينوي، الولايات المتحدة. التحق بجامعة برينستون وتخرج منها عام 1954، ثم التحق بالبحرية الأمريكية كطيار مقاتل. بعد خدمته العسكرية، دخل عالم السياسة عبر العمل مساعدًا لأحد أعضاء الكونغرس.

بداياته السياسية

في عام 1962، اُنتخب رامسفيلد عضوًا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية إلينوي، واستمر في هذا المنصب حتى 1969. خلال هذه الفترة، كوّن سمعة كسياسي محافظ ذي طموح كبير. في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، شغل مناصب إدارية مختلفة، كان أبرزها رئاسة مكتب الفرص الاقتصادية.

وزير الدفاع في عهد فورد (1975-1977)

أصبح رامسفيلد أصغر شخص يتولى منصب وزير الدفاع الأمريكي في عام 1975، خلال إدارة الرئيس جيرالد فورد. ركز في تلك الفترة على تعزيز القدرات العسكرية الأمريكية خلال ذروة الحرب الباردة. بعد نهاية ولاية فورد، ترك المنصب واتجه للعمل في القطاع الخاص.

العودة إلى البنتاغون في عهد بوش الابن (2001-2006)

عاد رامسفيلد إلى منصب وزير الدفاع عام 2001 تحت إدارة الرئيس جورج بوش الابن. لم يكد يبدأ عمله حتى وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001، مما وضعه في قلب التخطيط للحرب العالمية على الإرهاب.

قاد التخطيط لغزو أفغانستان (2001) للإطاحة بحكومة طالبان، ثم غزو العراق (2003) بحجة امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، وهي الادعاءات التي تبين لاحقًا عدم صحتها، مما أدى إلى انتقادات حادة لسياساته.

سقوطه السياسي واستقالته

مع تصاعد العنف في العراق وازدياد الانتقادات حول استراتيجيته العسكرية، استقال رامسفيلد من منصبه في نوفمبر 2006. اعتبره البعض مهندس حرب فاشلة، بينما دافع عنه آخرون باعتباره رجلاً حازمًا خدم بلاده وفقًا لقناعته.

السنوات الأخيرة والوفاة

بعد استقالته، أصدر رامسفيلد مذكراته بعنوان Known and Unknown في 2011، حيث دافع عن قراراته العسكرية والسياسية. توفي في 29 يونيو 2021 عن عمر ناهز 88 عامًا.

الإرث والتقييم

يظل رامسفيلد شخصية مثيرة للجدل؛ فبينما يُنظر إليه كمهندس رئيسي للسياسة العسكرية الأمريكية في أوائل القرن الـ21، فإنه يتحمل أيضًا مسؤولية قرارات أسفرت عن صراعات طويلة الأمد في الشرق الأوسط.

المصادر:

  • أرشيف وزارة الدفاع الأمريكية
  • مذكرات رامسفيلد Known and Unknown
  • تقارير صحفية حول حرب العراق وأفغانستان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *