الملك فؤاد الأول (1868 – 1936)

فؤاد الأول هو أول ملوك مصر بعد إعلانها مملكة مستقلة عن السلطنة العثمانية، وقد حكم من عام 1922 حتى وفاته عام 1936. ولد في 26 مارس 1868 في قصر القبة بالقاهرة، وهو الابن الأصغر للخديوي إسماعيل.
حياته المبكرة وتعليمه
تلقى تعليمه في إيطاليا، حيث درس في أكاديمية تورينو العسكرية، ثم عاد إلى مصر ليشغل عدة مناصب سياسية وإدارية في ظل حكم أسرته، وكان من أبرزها توليه رئاسة الجمعية الجغرافية المصرية، كما عمل لفترة كمفوض لمصر في العاصمة الإيطالية روما.
توليه الحكم
- في عام 1917، وبعد وفاة السلطان حسين كامل، تولى فؤاد الأول حكم مصر كـ سلطان، حيث كانت مصر آنذاك تحت الحماية البريطانية.
- في عام 1922، وبعد إعلان بريطانيا إنهاء حمايتها على مصر، تحول لقبه من “السلطان فؤاد” إلى الملك فؤاد الأول، ليصبح بذلك أول ملك لمصر الحديثة.
دوره السياسي
- شهدت فترة حكمه صدور دستور 1923، الذي كان من أهم الدساتير المصرية، لكنه اصطدم بعد ذلك بالحركة الوطنية، وخاصة حزب الوفد وزعيمه سعد زغلول.
- في عام 1930، ألغى دستور 1923 وأصدر دستور 1930، الذي منح الملك سلطات أوسع، لكنه واجه معارضة شعبية، مما اضطره إلى إعادة العمل بدستور 1923 عام 1935.
إنجازاته
- أسس جامعة القاهرة (الجامعة المصرية آنذاك) عام 1908، وساهم في دعم النهضة العلمية والثقافية.
- عزز المؤسسات الحكومية والإدارية، وساهم في تطوير الجيش المصري.
- شجع على تأسيس مجلس الشيوخ كجزء من النظام البرلماني المصري.
وفاته
توفي الملك فؤاد الأول في 28 أبريل 1936، وخلفه على العرش ابنه الملك فاروق الأول، الذي كان لا يزال في سن صغيرة، مما أدى إلى تشكيل مجلس وصاية على العرش حتى بلوغه السن القانونية للحكم.
خاتمة
يعتبر الملك فؤاد الأول شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث، حيث كان عهده مرحلة انتقالية هامة بين الحكم العثماني والملكية الدستورية، رغم ما واجهه من صراعات سياسية مع الحركة الوطنية المصرية.