أحمد عرابي (1841 – 1911)

أحمد عرابي هو قائد الثورة العرابية وأحد أبرز الشخصيات في تاريخ مصر الحديث، حيث قاد انتفاضة عسكرية وشعبية ضد حكم الخديوي توفيق والتدخل الأجنبي، لكن ثورته انتهت بالهزيمة في معركة التل الكبير عام 1882 واحتلال بريطانيا لمصر.
ميلاده ونشأته
- وُلد في 31 مارس 1841 في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية.
- كان من أسرة فلاحية متوسطة، لكنه تلقى تعليمًا جيدًا في الأزهر الشريف، ثم التحق بالجيش عام 1854.
حياته العسكرية
- تدرّج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة أميرالاي (عقيد).
- كان من أوائل الضباط المصريين الذين كسروا احتكار الشراكسة للمناصب العليا في الجيش.
- عارض سياسات التمييز ضد الضباط المصريين وطالب بحقوقهم.
الثورة العرابية (1881-1882)
أسباب الثورة:
- التمييز ضد الضباط المصريين لصالح الضباط الشراكسة.
- الفساد المالي والسياسات الاقتصادية التي أثقلت مصر بالديون.
- تدخل بريطانيا وفرنسا في شؤون الحكم، مما أضعف السيادة المصرية.
- استبداد الخديوي توفيق واعتماده على الأجانب.
أبرز الأحداث:
- 9 سبتمبر 1881: قاد عرابي وزملاؤه مظاهرة عسكرية أمام قصر عابدين، وقدم مطالب الجيش والشعب للخديوي، قائلاً جملته الشهيرة:
“لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم.” - وافق الخديوي تحت الضغط على إصلاحات محدودة، لكنه تآمر مع الإنجليز ضد عرابي.
- يونيو 1882: أرسلت بريطانيا وفرنسا أساطيلهما إلى الإسكندرية، ثم قصفت المدينة بحجة حماية الأجانب.
- 13 سبتمبر 1882: وقعت معركة التل الكبير، حيث هُزم الجيش المصري بسبب الخيانة وضعف الاستعداد، ودخل الإنجليز القاهرة بعدها.
محاكمته ونفيه
- بعد الهزيمة، أُلقي القبض على عرابي وحُكم عليه بالإعدام، لكن الحكم خُفف إلى النفي المؤبد إلى سريلانكا.
- عاش في المنفى 19 عامًا في مدينة كولومبو، حيث تعلم الإنجليزية ودرس التاريخ والفلسفة.
- عاد إلى مصر عام 1901 بعفو من الخديوي عباس حلمي الثاني، لكنه عاش بعيدًا عن السياسة حتى وفاته.
وفاته
- توفي في 21 سبتمبر 1911 عن عمر 70 عامًا في القاهرة.
خاتمة
رغم هزيمته، يظل أحمد عرابي رمزًا للنضال الوطني، حيث كانت ثورته أول محاولة جادة لمقاومة التدخل الأجنبي في مصر، وألهمت الحركات الوطنية اللاحقة.