الملك سقنن رع تاعا الثاني (حوالي 1560 – 1555 ق.م)

الملك سقنن رع تاعا الثاني (حوالي 1560 – 1555 ق.م)

سقنن رع تاعا الثاني هو أحد ملوك الأسرة السابعة عشرة في مصر القديمة، وحاكم طيبة (الأقصر حاليًا) خلال فترة الهكسوس. يُعرف بدوره البطولي في النضال ضد الاحتلال الهكسوسي، حيث بدأ حرب التحرير التي استكملها ابناه كامس وأحمس الأول، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة.


عصره وظروف حكمه

  • كان سقنن رع حاكمًا لمصر العليا (جنوب مصر)، بينما كانت عاصمة الهكسوس في أفاريس (تل الضبعة – شرق الدلتا).
  • خضعت مصر السفلى (شمال مصر) لحكم الهكسوس الذين سيطروا على البلاد لعدة قرون.
  • كان سقنن رع يحكم طيبة بسلطة محدودة نسبيًا، لكنه قرر مواجهة الهكسوس عسكريًا بدلاً من دفع الجزية لهم.

الصراع مع الهكسوس

  • وفقًا لنقوش قديمة، أرسل ملك الهكسوس “أبوفيس” خطابًا مستفزًا إلى سقنن رع، يشكو فيه من ضجيج أفراس النهر في طيبة، مدعيًا أنها تزعجه في عاصمته أفاريس (رغم المسافة الكبيرة بين المدينتين!).
  • هذه الرسالة كانت حجة لبدء الصراع العسكري، حيث قرر سقنن رع مواجهة الهكسوس بدلاً من الخضوع لهم.

استشهاده الغامض

  • يُعتقد أن سقنن رع قُتل في معركة ضد الهكسوس، حيث عُثر على موميائه في خبيئة الدير البحري، وهي تُظهر إصابات مروعة في الرأس ناجمة عن أسلحة حربية مثل البلطة والخنجر، مما يدل على أنه سقط في ساحة القتال.
  • تحليل موميائه بالأشعة الحديثة كشف أنه ربما قُتل بعد أسره وتعذيبه، مما يشير إلى نهاية بطولية في معركة ضد الهكسوس.

إرثه واستكمال مسيرته

  • بعد استشهاد سقنن رع، تولى ابنه كامس الحكم وواصل القتال ضد الهكسوس.
  • أخيرًا، نجح ابنه الأصغر أحمس الأول في تحرير مصر بالكامل وطرد الهكسوس، مؤسسًا الدولة الحديثة (الأسرة الثامنة عشرة) التي شهدت قمة مجد مصر.

أهم إنجازاته

بدء حرب تحرير مصر من الهكسوس
إلهام المصريين للمقاومة وإنهاء الاحتلال
التضحية بحياته في سبيل استقلال مصر


خاتمة

سقنن رع كان قائدًا عظيمًا حمل راية المقاومة ضد الغزاة، ومهد الطريق لابنيه كامس وأحمس لتحرير مصر. مومياؤه، بإصاباته العنيفة، لا تزال شاهدًا على شجاعته واستشهاده في ساحة المعركة، مما جعله رمزًا قوميًا للنضال ضد الاحتلال في التاريخ المصري القديم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *