هرم سقارة المدرج: أول هرم في التاريخ
هرم سقارة المدرج هو أقدم هرم حجري في العالم وأول محاولة لبناء مقبرة ملكية على شكل هرم. بناه الملك زوسر (حوالي 2670 ق.م.) من الأسرة الثالثة، وصممه إمحوتب، أول مهندس معماري معروف في التاريخ. يقع الهرم في جبانة سقارة، جنوب الجيزة، وكان نموذجًا أوليًا للأهرامات التي جاءت بعده.
لماذا يعد الهرم المدرج ثورة معمارية؟
قبل عهد زوسر، كانت المقابر الملكية عبارة عن مصاطب مستطيلة مصنوعة من الطوب اللبن، لكن إمحوتب قام بتطوير هذا التصميم إلى ست مصاطب متدرجة فوق بعضها، مما أدى إلى ظهور أول شكل هرمي.
مواصفات هرم سقارة المدرج
- الارتفاع الأصلي: حوالي 62 مترًا (حاليًا أقل بسبب التآكل).
- القاعدة: مستطيلة بطول 140 × 118 مترًا.
- الخامات: تم بناؤه بالكامل من الحجر الجيري، على عكس المصاطب الطينية السابقة.
- يتكون من 6 مصاطب متدرجة، مما يجعله مختلفًا عن الأهرامات الملساء التي ظهرت لاحقًا.
المجمع الجنائزي حول الهرم
إلى جانب الهرم، صمم إمحوتب مجمعًا جنائزيًا ضخمًا يحتوي على:
- معبد جنائزي لإقامة الطقوس الدينية.
- سراديب تحت الأرض تمتد لمسافة 6 كم، تحتوي على غرف دفن ومخازن.
- ساحة الاحتفالات، حيث كان الملك يؤدي طقوس التجديد الملكي.
- جدار حجري ضخم يحيط بالمجمع، طوله حوالي 10.5 متر.
أهمية الهرم المدرج
✅ أول هرم في التاريخ، مهد الطريق لبناء أهرامات الجيزة.
✅ تطور معماري ثوري، حيث تم الانتقال من الطوب اللبن إلى الحجر الجيري.
✅ يعكس قوة الدولة القديمة في الهندسة والتنظيم الإداري.
✅ تراث عالمي: يُعد من أهم المواقع الأثرية في مصر، وتم ترميمه حديثًا.
الخلاصة:
هرم سقارة المدرج لم يكن مجرد مقبرة، بل كان أول تجربة معمارية لهرم حجري في العالم، مما جعله نقطة تحول في تاريخ العمارة المصرية القديمة.
