سننموت: المهندس العظيم ومستشار الملكة حتشبسوت

مقدمة
يُعد سننموت من أشهر الشخصيات في الأسرة الثامنة عشرة، حيث كان مهندسًا بارعًا ومستشارًا مقربًا للملكة حتشبسوت. اشتهر بتصميمه معبد حتشبسوت الجنائزي في الدير البحري، ويُعتقد أنه لعب دورًا مهمًا في الإدارة والسياسة خلال حكم الملكة. أثارت علاقته القوية بحتشبسوت الكثير من الجدل، حيث تشير بعض الأدلة إلى أنه قد يكون كان أكثر من مجرد مهندس ومستشار.
نشأته ودوره في البلاط الملكي
- وُلد سننموت لعائلة متواضعة، حيث كان والده يُدعى راموز ووالدته حاتنفرو.
- بدأ حياته موظفًا عاديًا في البلاط الملكي، لكنه سرعان ما أثبت ذكاءه ومهاراته الهندسية والإدارية.
- تولى مسؤوليات كبرى، من بينها:
- الإشراف على مشروعات البناء الملكية، وأهمها معبد الدير البحري.
- تربية الأميرة نفرو رع، ابنة حتشبسوت، مما يدل على مكانته المميزة في البلاط.
- شغل أكثر من 80 منصبًا، مما يعكس قوته ونفوذه في الدولة.
علاقته بحتشبسوت
- كانت حتشبسوت تعتمد عليه بشدة، سواء في المجال الهندسي أو في إدارة شؤون الدولة.
- هناك تكهنات بأن العلاقة بينهما قد تكون تجاوزت السياسة، حيث توجد نقوش يظهر فيها سننموت بشكل غير مألوف بالقرب من الملكة.
- مع ذلك، لا توجد أدلة قاطعة على أنه كان زوجًا سريًا لها، لكنه بلا شك كان من أقرب الأشخاص إليها.
أهم إنجازاته الهندسية
- معبد الدير البحري
- تحفة معمارية فريدة، حيث صُمم بتدرجات متناغمة مع الجبل.
- نُقشت على جدرانه تفاصيل رحلة بلاد بونت وإنجازات حتشبسوت.
- المسلات الضخمة
- أشرف على نقل وإقامة مسلات ضخمة في معبد الكرنك، خاصة تلك التي تُمجّد حكم الملكة.
- المباني الإدارية والتجارية
- ساهم في تطوير مراكز التخزين والاقتصاد لدعم حملات التجارة.
اختفاؤه الغامض
- لا يُعرف تحديدًا كيف انتهت حياة سننموت، لكنه اختفى فجأة من المشهد السياسي.
- لم يُعثر على قبره النهائي، رغم أنه كان قد أعد مقبرتين لنفسه:
- واحدة بالقرب من معبد حتشبسوت.
- أخرى في وادي النبلاء.
- بعد وفاة حتشبسوت، تعرضت العديد من نقوشه للطمس والتدمير، ربما بأمر من تحتمس الثالث الذي أراد محو آثار حكمها.
الخاتمة
يظل سننموت شخصية غامضة ولكنها محورية في تاريخ مصر القديمة، حيث كان أحد أعظم المهندسين والإداريين في عصره. سواء كانت علاقته بحتشبسوت مجرد تحالف سياسي قوي أو أكثر من ذلك، فإن إنجازاته المعمارية لا تزال شاهدة على عبقريته وتأثيره العميق في الحضارة المصرية القديمة.