الأمير إسماعيل شيرين: آخر وزراء الحربية في العهد الملكي المصري

الأمير إسماعيل شيرين (1919-1994) هو أحد أمراء أسرة محمد علي، وينتمي إلى النخبة السياسية والعسكرية التي لعبت دورًا مهمًا في مصر خلال القرن العشرين. كان آخر وزير للحربية في مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952، كما ارتبط بالعائلة المالكة من خلال زواجه من الأميرة فوزية، أخت الملك فاروق وطليقة شاه إيران.
نشأته وتعليمه
وُلد الأمير إسماعيل شيرين عام 1919، وكان ابن عم الملك فؤاد الأول، مما جعله جزءًا من الدائرة المقربة من القصر الملكي. تلقى تعليمه في جامعة كامبريدج، حيث درس الاقتصاد السياسي، مما أكسبه خبرة أكاديمية أهلته للعمل في مجالات مختلفة، من الاقتصاد إلى السياسة والإدارة.
مسيرته المهنية والسياسية
بعد إنهاء تعليمه، بدأ حياته المهنية في البنك الأهلي المصري، ثم انتقل للعمل في مجلس الوزراء، حيث شغل منصب سكرتير المجلس وحصل على رتبة البكوية تقديرًا لجهوده. لاحقًا، تم انتدابه للعمل في وزارة الدفاع كـ ضابط اتصال، وهو ما مهد له الطريق ليصبح شخصية بارزة في المجال العسكري.
في عام 1949، شارك الأمير إسماعيل شيرين في وفد مصر في مفاوضات رودس الخاصة بالهدنة مع إسرائيل بعد حرب 1948. وخلال هذه الفترة، رُقي إلى رتبة بكباشي (رائد)، ثم إلى رتبة قائم مقام (عقيد).
في عهد الملك فاروق، تم تعيينه وزيرًا للحربية والبحرية، ليصبح بذلك آخر من شغل هذا المنصب في الحقبة الملكية، قبل أن تطيح الثورة بالنظام الملكي في يوليو 1952.
زواجه من الأميرة فوزية
في مارس 1949، تزوج الأمير إسماعيل شيرين من الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق وطليقة شاه إيران محمد رضا بهلوي. كان هذا الزواج حدثًا مهمًا في الأوساط الملكية، حيث جمع بين أحد أمراء الأسرة العلوية البارزين وأميرة كانت سابقًا ملكة لإيران. أنجب الزوجان نادية وحسين شيرين، وعاشا حياة مستقرة بعد إنهاء العمل السياسي.
وفاته وإرثه
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 وسقوط الملكية، ابتعد الأمير إسماعيل شيرين عن الحياة السياسية، واختار حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء. توفي عام 1994، تاركًا وراءه إرثًا من المشاركة في الحياة العسكرية والسياسية لمصر خلال فترة ما قبل الثورة، إلى جانب كونه جزءًا من تاريخ الأسرة المالكة.
يظل الأمير إسماعيل شيرين شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث، حيث جمع بين الأصول الملكية والخبرة العسكرية، وكان شاهدًا على مرحلة انتقالية حاسمة في تاريخ البلاد.