جوهر الصقلي: باني القاهرة ومؤسس الحكم الفاطمي في مصر

جوهر الصقلي: باني القاهرة ومؤسس الحكم الفاطمي في مصر

المقدمة

يُعد جوهر الصقلي واحدًا من أبرز القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي، إذ كان القائد الفاطمي الذي فتح مصر عام 969م وأسس مدينة القاهرة، التي أصبحت عاصمة للخلافة الفاطمية. اشتهر بمهاراته العسكرية والإدارية، وكان اليد اليمنى للخليفة الفاطمي المعز لدين الله. لعب دورًا محوريًا في ترسيخ الحكم الفاطمي في مصر، وبناء المؤسسات التي جعلت من القاهرة مركزًا سياسيًا وثقافيًا رئيسيًا في العالم الإسلامي.


1. نسبه ونشأته

  • وُلِد جوهر الصقلي في جزيرة صقلية (إيطاليا حاليًا) حوالي عام 911م، وكان من أصول رومية أو بربرية.
  • تم أسره صغيرًا وبيع كعبد، لكنه برع في العسكرية والسياسة، فصعد في المناصب حتى أصبح أحد أهم القادة في الدولة الفاطمية بالمغرب.
  • بفضل ذكائه وولائه، أصبح قائد الجيوش الفاطمية في عهد الخليفة المعز لدين الله.

2. فتح مصر (969م)

  • في عام 969م، كلفه الخليفة المعز بغزو مصر التي كانت تحت حكم الدولة الإخشيدية لكنها ضعفت بعد وفاة كافور الإخشيدي.
  • قاد جيشًا ضخمًا من المغاربة والبربر والعرب، ودخل مصر دون قتال يُذكر، بسبب ضعف الإخشيديين واستياء المصريين من حكمهم.
  • بعد دخول الفسطاط، أعلن مصر جزءًا من الدولة الفاطمية، منهيًا الحكم الإخشيدي والعباسي فيها.

3. تأسيس مدينة القاهرة

  • بعد السيطرة على مصر، قرر بناء عاصمة جديدة تكون مقرًا للفاطميين، فأسس مدينة القاهرة عام 970م.
  • بُنيت القاهرة في موقع استراتيجي شمال الفسطاط، وكانت مدينة محصنة بأسوار قوية لحماية الحكم الفاطمي.
  • من أبرز معالمها:
    • الجامع الأزهر: الذي أسسه جوهر عام 972م ليكون مركزًا لنشر المذهب الإسماعيلي الشيعي، ثم أصبح لاحقًا منبرًا رئيسيًا للعلم الإسلامي.
    • دار الحكم: التي كانت مقرًا للإدارة الفاطمية.

4. دوره في ترسيخ الحكم الفاطمي

  • عمل على تنظيم الإدارة وجعلها تحت سيطرة الفاطميين، وأبقى على بعض النظم الإدارية التي كانت موجودة في العصر الإخشيدي.
  • حافظ على استقرار البلاد رغم بعض الثورات، وساهم في تأمين الموارد الاقتصادية، خاصة من خلال السيطرة على طرق التجارة.
  • كان وسيطًا مهمًا بين المعز لدين الله وأهل مصر، حيث نجح في تهدئة المعارضة السنية للحكم الشيعي الفاطمي.

5. عزله ووفاته

  • بعد وصول المعز لدين الله إلى مصر عام 973م، بدأ نفوذ جوهر الصقلي يتراجع، إذ أصبح المعز هو الحاكم الفعلي.
  • في عام 975م، أُبعد جوهر عن السلطة، وتوفي بعد ذلك بسنوات قليلة، لكن إرثه ظل خالدًا بفضل إنجازاته العسكرية والعمرانية.

6. الخاتمة

كان جوهر الصقلي شخصية استثنائية في التاريخ الإسلامي، حيث نجح في تغيير مسار مصر سياسيًا وثقافيًا بضمها إلى الدولة الفاطمية. لا تزال القاهرة والجامع الأزهر شاهدين على إنجازاته العظيمة، مما يجعله أحد أهم القادة العسكريين والإداريين في العصور الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *