محافظة صلاح الدين
محافظة صلاح الدين، إحدى المحافظات العراقية الواقعة في وسط البلاد، تتمتع بتاريخ غني وطابع مميز جعلها مركزًا هامًا للثقافة والسياسة والاقتصاد. تأسست المحافظة عام 1976 وسُمّيت نسبةً إلى القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، الذي ولد في مدينة تكريت الواقعة ضمن حدودها.
الموقع الجغرافي
تقع المحافظة شمال بغداد، وتحدها محافظات ديالى، بغداد، الأنبار، نينوى، وكركوك. تمتد على مساحة تُقدّر بـ 24,751 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها واحدة من أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة.
أهم المدن والمناطق
تكريت: مركز المحافظة، وتعتبر المدينة التاريخية والثقافية الأبرز.
سامراء: تضم المرقد العسكري، وهو موقع ديني مهم، ومسجد الملوية الأثري.
الضلوعية: مدينة زراعية ذات طبيعة خلابة.
بلد: معروفة بمرقد الإمام السيد محمد (سبع الدجيل)، وهي مدينة ذات أهمية دينية وزراعية.
بيجي: تحتوي على أحد أهم مصافي النفط في العراق.
العلم والشرقاط: مناطق تاريخية وزراعية ذات أهمية استراتيجية.
التاريخ والأهمية
صلاح الدين محافظة ذات جذور تاريخية تعود إلى العصور القديمة. شهدت المنطقة أحداثًا بارزة خلال الحضارات الآشورية والبابلية، وصولًا إلى العصر الإسلامي. كما كانت مسقط رأس العديد من الشخصيات التاريخية البارزة، مثل صلاح الدين الأيوبي.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد المحافظة على:
- الزراعة: بفضل الأراضي الخصبة ووجود نهر دجلة، تُنتج المحافظة القمح والشعير والخضروات.
- النفط والصناعة: تحتوي على مصفاة بيجي، التي تُعد من أكبر المصافي في العراق.
- السياحة: بفضل المواقع الأثرية والدينية، تُعد مقصدًا للزوار من داخل وخارج العراق.
المواقع الأثرية والدينية
- الملوية في سامراء: برج حلزوني أثري يعود إلى العصر العباسي.
- مرقد الإمامين العسكريين: من أهم المزارات الدينية في العراق.
- قلعة تكريت: موقع أثري يعود إلى العصر العباسي.
- آثار آشور في الشرقاط: مدينة تاريخية تعود إلى الحضارة الآشورية.
الثقافة والعادات
تتميز محافظة صلاح الدين بالتقاليد العربية الأصيلة، حيث تسود فيها قيم الكرم والضيافة والترابط الاجتماعي. يشتهر سكانها بحبهم للشعر الشعبي وإحياء المناسبات التراثية.
التحديات والتطور
مرت المحافظة بتحديات كبيرة خلال العقود الأخيرة، خاصةً نتيجة النزاعات التي أثرت على بنيتها التحتية. ومع ذلك، تسعى الجهات المحلية والدولية إلى إعادة إعمارها، مما يساعد على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها.
ختامًا، محافظة صلاح الدين تمثل جزءًا مهمًا من التراث العراقي، فهي تجمع بين التاريخ، الثقافة، والطبيعة، مما يجعلها قلبًا نابضًا يعكس جمال العراق وعراقته.