نظام الإطلاق الفضائي (SLS)
نظام الإطلاق الفضائي أو SLS (Space Launch System) هو صاروخ عملاق تم تطويره من قبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بهدف نقل الحمولات الثقيلة والطاقم البشري إلى الفضاء العميق، بما في ذلك القمر والمريخ. يُعد SLS أقوى صاروخ تم تطويره منذ برنامج Saturn V الذي استخدم في مهام أبولو.
أهداف ومهام SLS:
- استكشاف القمر والمريخ: نظام SLS هو جزء أساسي من برنامج أرتيميس (Artemis) التابع لناسا، الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر بحلول منتصف العقد الحالي، واستكشاف المريخ في المستقبل.
- نقل الحمولات الثقيلة: يمكن للصاروخ حمل كميات كبيرة من الوقود، المعدات، والمركبات الفضائية الضرورية للمهمات البعيدة مثل إنشاء قواعد دائمة على القمر أو إرسال مستكشفات بشرية إلى المريخ.
- بعثات فضائية مستقبلية: SLS سيكون العمود الفقري للبعثات المستقبلية التي تتطلب صاروخًا قويًا قادرًا على إرسال البشر والتجهيزات إلى الفضاء العميق.
مراحل وتكوين SLS:
- المرحلة الأساسية (Core Stage): هي أكبر جزء في الصاروخ وتحتوي على خزانات الوقود ومحركات RS-25، التي كانت تستخدم سابقًا في مكوك الفضاء. تعمل المرحلة الأساسية باستخدام مزيج من الأكسجين السائل والهيدروجين السائل لتوليد قوة دفع هائلة.
- المعززات الجانبية (Solid Rocket Boosters): يوجد معززان صاروخيان على جانبي المرحلة الأساسية، مشابهين لتلك المستخدمة في مكوك الفضاء، ويعطيان الصاروخ دفعة قوية خلال الدقائق الأولى من الإطلاق.
- مرحلة الدفع العليا (Upper Stage): تُستخدم لدفع المركبات الفضائية والحمولات إلى المدار العميق أو مسارات خارج الأرض. يمكن تغيير تكوين هذه المرحلة بناءً على نوع المهمة.
إصدارات SLS:
- SLS Block 1: الإصدار الأول، وهو قادر على حمل حمولة تصل إلى حوالي 95 طنًا متريًا إلى مدار الأرض المنخفض.
- SLS Block 1B: يضيف مرحلة دفع عليا محسنة، ما يزيد من قدرة الحمولة إلى 105 أطنان مترية.
- SLS Block 2: سيكون الإصدار النهائي والأكثر قوة، وقادرًا على حمل ما يصل إلى 130 طنًا متريًا، وهو ما يجعله واحدًا من أقوى الصواريخ في التاريخ.
مهام بارزة:
- أرتيميس 1: كانت أول رحلة تجريبية غير مأهولة لنظام SLS، أُطلقت في نوفمبر 2022، لاختبار النظام وإرسال مركبة أوريون في رحلة حول القمر.
- أرتيميس 2: من المتوقع أن تكون أول مهمة مأهولة لنظام SLS، والتي ستنقل رواد فضاء في رحلة حول القمر بحلول عام 2024.
- أرتيميس 3: تهدف هذه المهمة إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر في منتصف العقد الحالي، لتكون خطوة مهمة نحو بناء قاعدة دائمة على القمر واستكشاف المريخ.
التحديات:
- التكلفة: يُعتبر نظام SLS واحدًا من أكثر المشاريع الفضائية تكلفةً، حيث تتراوح تكاليفه بين 2 و4 مليارات دولار لكل إطلاق. هذا يثير تساؤلات حول فعاليته مقارنة بالصواريخ التجارية مثل Falcon Heavy من SpaceX.
- التأخير في الجدول الزمني: واجه مشروع SLS عدة تأخيرات منذ بدايته في 2011، مما أدى إلى تأجيل عدة مهام رئيسية مثل أرتيميس 1.
- المنافسة من القطاع الخاص: بروز شركات فضائية خاصة مثل SpaceX وBlue Origin يشكل ضغطًا على NASA لتسريع تطوير SLS وتقليل تكاليفه.
الخاتمة:
نظام الإطلاق الفضائي (SLS) يمثل خطوة كبيرة نحو استكشاف الفضاء العميق وإرسال البشر إلى القمر والمريخ. رغم التحديات المتعلقة بالتكلفة والجدول الزمني، يظل SLS أحد أعظم الإنجازات التكنولوجية التي تعزز قدرة البشر على استكشاف الكون.