الدكتور يحيى المشد
الدكتور يحيى المشد هو عالم نووي مصري بارز، يعتبر واحداً من أهم العلماء في مجال الطاقة النووية في العالم العربي. وُلد في عام 1932 في الإسكندرية، مصر، وتوفي في ظروف غامضة في باريس، فرنسا، عام 1980. تخصص المشد في الهندسة النووية ولعب دوراً محورياً في تطوير البرنامج النووي العراقي، مما جعله هدفاً للعديد من الأطراف الدولية التي كانت تراقب تطورات هذه المشاريع.
التعليم والمسيرة الأكاديمية
بدأ المشد مسيرته الأكاديمية في مصر، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الإسكندرية. ثم واصل دراسته العليا في الاتحاد السوفيتي (روسيا حالياً)، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية. بعد ذلك، عاد إلى مصر حيث أصبح أستاذاً للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية.
دوره في البرنامج النووي العراقي
بعد نجاحه الكبير في مجاله، تلقى الدكتور يحيى المشد دعوة للعمل في العراق في إطار مشروع البرنامج النووي العراقي في سبعينيات القرن الماضي. انضم إلى الفريق العلمي العراقي الذي كان يهدف إلى تطوير برنامج نووي للأغراض السلمية في البداية، ولكن البرنامج أثار قلق العديد من القوى العالمية التي كانت تخشى أن يتحول المشروع إلى إنتاج أسلحة نووية.
المشد كان أحد الخبراء الرئيسيين المسؤولين عن تطوير المفاعلات النووية العراقية والتعاون مع الفرنسيين لتطوير مفاعل “تموز” الذي كان أحد أبرز المشاريع النووية في العراق في ذلك الوقت.
اغتياله
في 13 يونيو 1980، تم العثور على الدكتور يحيى المشد مقتولاً في غرفته في أحد فنادق باريس. كانت وفاته غامضة وأثارت الكثير من الجدل والتكهنات حول الجهات التي قد تكون مسؤولة عن اغتياله. تشير العديد من التقارير إلى تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في العملية، حيث كانت إسرائيل قلقة بشأن تقدم البرنامج النووي العراقي. ولكن حتى اليوم، لم يتم توجيه اتهامات رسمية لأي جهة، وظلت قضية اغتياله لغزاً.
الإرث العلمي
على الرغم من وفاته المبكرة، إلا أن إرث يحيى المشد في مجال الهندسة النووية لا يزال قوياً. يُعتبر رمزاً للعلماء العرب الذين ساهموا في تطوير المعرفة العلمية في العالم العربي، وكان لديه التزام كبير بتطوير الأبحاث النووية في العالم العربي.
إسهاماته في مجال الهندسة النووية والتعليم تركت بصمة لا تُمحى، ويظل يُذكر كواحد من أبرز العلماء الذين سعوا للنهوض بالتكنولوجيا النووية في العالم العربي.