أندرو ديكسون وايت: المؤرخ والدبلوماسي وأحد مؤسسي جامعة كورنيل

أندرو ديكسون وايت (Andrew Dickson White) كان مؤرخًا، ودبلوماسيًا، وأحد مؤسسي جامعة كورنيل، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تطوير نظام التعليم العالي في الولايات المتحدة. كان يؤمن بأن التعليم يجب أن يكون شاملًا، علمانيًا، وغير متحيز، وهي رؤية ساعدت في تشكيل هوية جامعة كورنيل كواحدة من أبرز الجامعات البحثية في العالم.


النشأة والحياة المبكرة

  • وُلد أندرو ديكسون وايت في 7 نوفمبر 1832 في هوميروس، نيويورك.
  • نشأ في عائلة ثرية، مما أتاح له فرصة التعليم الجيد منذ سن مبكرة.
  • التحق بجامعة هوبارت لفترة قصيرة، لكنه انتقل لاحقًا إلى جامعة ييل، حيث درس التاريخ والعلوم السياسية، وكان زميلًا للمؤرخ الأمريكي الشهير دانيال كويت جيلمان.
  • خلال دراسته في ييل، أصبح مهتمًا بالفكر الليبرالي والدراسات الأوروبية، مما أثر على رؤيته لنظام التعليم في أمريكا.

تأسيس جامعة كورنيل

  • بعد مسيرة أكاديمية قصيرة، التقى إزرا كورنيل، رجل الأعمال والمُحسن، وشاركه في تأسيس جامعة كورنيل عام 1865.
  • كان وايت أول رئيس للجامعة، واستمر في هذا المنصب من 1866 إلى 1885.
  • كان له دور أساسي في تصميم منهج كورنيل الليبرالي، حيث أراد إنشاء جامعة حديثة تدمج بين التعليم الأكاديمي والمهني، بعيدًا عن القيود الدينية التقليدية التي كانت تفرضها العديد من الجامعات الأخرى في ذلك الوقت.
  • ركّز على أهمية التعليم القائم على البحث العلمي والتفكير النقدي، مما جعل كورنيل واحدة من أولى الجامعات التي تقدم برامج متقدمة في العلوم والهندسة والزراعة.

أدواره السياسية والدبلوماسية

إلى جانب عمله الأكاديمي، كان وايت نشطًا في السياسة والدبلوماسية:

  • شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا (1879-1881) وسفير الولايات المتحدة لدى روسيا (1892-1894).
  • كان عضوًا في لجنة السلام الدولية، وساعد في إنشاء محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 1899.
  • لعب دورًا في توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وساهم في تعزيز التعاون الأكاديمي والدبلوماسي بين الدول.

إسهاماته في البحث والكتابة

  • كان وايت مؤرخًا بارعًا، وكتب العديد من الكتب المهمة، من أبرزها “تاريخ الصراع بين الدين والعلم”، حيث ناقش العلاقة بين العلم والدين ودور الكنيسة في كبح التقدم العلمي عبر التاريخ.
  • نشر أكثر من 20 كتابًا في مواضيع متنوعة، مثل التاريخ الأوروبي، والعلاقات الدولية، والسياسة الأمريكية.
  • يُعتبر أحد المؤرخين الذين ساهموا في ترسيخ الدراسات الحديثة حول الفكر العلمي والتنوير.

إرثه وتأثيره

  • استمر وايت في دعم جامعة كورنيل حتى بعد تقاعده، وعاد لاحقًا للعمل كرئيس لمجلس أمناء الجامعة.
  • تُعد رؤيته للتعليم العالي من أهم العوامل التي جعلت كورنيل واحدة من أفضل الجامعات في العالم.
  • توفي في 4 نوفمبر 1918، لكنه ترك إرثًا عظيمًا في مجالات التعليم، البحث العلمي، والدبلوماسية.

الخاتمة

أندرو ديكسون وايت لم يكن مجرد رئيس جامعة، بل كان مفكرًا، وسياسيًا، ودبلوماسيًا، ومؤرخًا ساهم في تشكيل التعليم الحديث. رؤيته لجامعة كورنيل كمؤسسة حرة، بحثية، وغير دينية جعلت منها نموذجًا عالميًا للجامعات الحديثة، وأثره لا يزال واضحًا في الأكاديميا والسياسة حتى اليوم.

اترك تعليقاً 0

Your email address will not be published. Required fields are marked *


Free counters!