الخديوي إسماعيل (1830 – 1895)
الخديوي إسماعيل هو أحد أبرز حكام مصر في العصر الحديث، حكم من 1863 إلى 1879، واشتهر بمشروعاته الطموحة التي هدفت إلى تحديث مصر، لكنه تسبب أيضًا في أزمة مالية كبرى أدت إلى زيادة التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، وانتهى حكمه بعزله من قبل السلطان العثماني بضغط من بريطانيا وفرنسا.
ميلاده ونشأته
- وُلد في 31 ديسمبر 1830 في القاهرة.
- هو ابن إبراهيم باشا وحفيد محمد علي باشا.
- تلقى تعليمه في فرنسا، حيث درس في مدرسة سانت باربي والمدرسة العسكرية بسان سير، مما أثر على رؤيته الإصلاحية لمصر.
توليه الحكم
- تولى الحكم في 18 يناير 1863 بعد وفاة عمه الخديوي سعيد.
- حصل عام 1867 على لقب “خديوي” بدلاً من “والي”، بعد مفاوضات مع السلطان العثماني، مما منحه استقلالًا إداريًا وماليًا أوسع لمصر.
أهم إنجازاته
- مشروع قناة السويس (1869):
- افتتح قناة السويس رسميًا عام 1869 في احتفال عالمي ضخم حضرته شخصيات بارزة مثل الإمبراطورة أوجيني (زوجة نابليون الثالث).
- كان المشروع إنجازًا عظيمًا لكنه أدى إلى ديون ضخمة بسبب التكاليف المرتفعة.
- التحديث العمراني:
- جعل القاهرة مدينة حديثة على الطراز الأوروبي، وبنى حي الإسماعيلية (وسط البلد حاليًا).
- أنشأ دار الأوبرا الخديوية، التي احترقت لاحقًا عام 1971.
- توسيع التعليم:
- أسس مدارس حديثة وأرسل البعثات التعليمية إلى أوروبا.
- دعم الصحافة والطباعة، مما ساهم في انتشار المعرفة.
- الإصلاحات الإدارية والاقتصادية:
- أنشأ مجلس شورى النواب عام 1866، كخطوة نحو الحياة النيابية.
- طور الزراعة وشبكات الري، مما زاد من إنتاج القطن الذي كان مطلوبًا عالميًا.
الأزمة المالية وسقوطه
- بسبب إسرافه في المشاريع والتحديثات السريعة، اضطرت مصر إلى الاقتراض بكثافة من البنوك الأوروبية.
- وصلت الديون إلى أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني.
- في 1875، اضطر إلى بيع أسهم مصر في قناة السويس لبريطانيا لسداد جزء من الديون.
- في 1876، فُرضت المراقبة الثنائية البريطانية – الفرنسية على الاقتصاد المصري، مما قيد سلطته.
- في 26 يونيو 1879، عُزل بضغط من بريطانيا وفرنسا، وعين السلطان العثماني ابنه الخديوي توفيق بديلًا له.
حياته بعد العزل ووفاته
- نُفي إلى إيطاليا، ثم عاش في إسطنبول تحت الإقامة الجبرية.
- توفي في 2 مارس 1895 في إسطنبول، ودفن في القاهرة.
خاتمة
كان الخديوي إسماعيل قائداً طموحاً حاول تحديث مصر وجعلها جزءًا من أوروبا، لكنه أسرف في الإنفاق مما أدى إلى أزمة مالية خطيرة وانتهى حكمه بعزله. ومع ذلك، فإن إنجازاته ما زالت واضحة حتى اليوم في البنية التحتية والتخطيط العمراني لمصر.
