الخديوي عباس الأول (1813 – 1854)

الخديوي عباس الأول هو ثالث حكام مصر من أسرة محمد علي، حكم من 1848 إلى 1854، ويُعتبر أحد الحكام الذين لم يحققوا الكثير من الإنجازات مقارنةً ببعض أفراد أسرته، حيث كان يُعرف بأسلوب حكمه الاستبدادي واهتمامه بمواجهة الإصلاحات التي بدأها والده.

ميلاده ونشأته

• وُلد في 1789 في القاهرة، وكان ابن محمد علي باشا من زوجته شقيقة محمود باشا، وكان يُلقب بـ “عباس باشا” في بداية حياته.
• تلقى تعليمه في الجيش، وكان من الضباط الذين شاركوا في بعض الحملات العسكرية.

توليه الحكم

• تولى حكم مصر في 1848 بعد وفاة عمه الخديوي إبراهيم باشا.
• كان قد عاش في القسطنطينية لفترة طويلة قبل أن يصبح خديويًا، ونتيجة لذلك كان قد تمتع بسمعة أكثر تحفظًا، مما جعله أقل تأثرًا بالتغيرات الاجتماعية والسياسية التي قام بها والده.
• كان حكمه يعتبر استمرارية لسياسات محمد علي، لكنه سعى لتقليص الإصلاحات التي كانت تهدف إلى تحديث مصر، مثل إنشاء مشروعات صناعية جديدة.

أبرز صفات حكمه وأحداثه

1. المحافظة على الوضع الراهن
   • كان أقل ميلًا للإصلاحات مقارنة بسابقيه، مما جعل فترة حكمه تفتقر إلى التحولات الكبرى.
   • حافظ على النظام الذي أسسه والده محمد علي، لكن مع قلق متزايد تجاه التدخل الأوروبي، وخاصة في الشؤون الاقتصادية.
2. مواقف ضد الحركات الإصلاحية
   • كان شديدًا في مقاومة التحديثات التي بدأت تظهر في مصر، مثل مشاريع التعليم والتطوير الصناعي.
   • عُرف عنه أنه قام بتقليص الاستثمارات الصناعية، بل وأغلق مصانع كثيرة كانت قد أسسها والده محمد علي.
3. سياسته القاسية تجاه الجيش
   • تميز حكمه بالاستبداد، حيث فرض الضرائب الثقيلة على الشعب، وأدى ذلك إلى قلة الرضا الشعبي.
   • لم يكن يهتم بالطبقات الشعبية، بل ركز على تعزيز سلطته العسكرية مع استمراره في فرض سياسات قمعية.
4. اهتمامه بالشؤون العسكرية
   • قام بتدعيم الجيش المصري، إلا أنه لم يكن يتمتع بنفس مهارة والده محمد علي في تشكيل جيش قوي ومتطور.

وفاته

• توفي في 14 يوليو 1854 في الإسكندرية بعد أن أصيب بمرض التسمم، وكانت وفاته في ظل أزمة صحية كانت تلوح في الأفق.
• خلفه في الحكم الخديوي سعيد الذي حاول تحقيق بعض التغيرات الجذرية في البلاد.

خاتمة

على الرغم من أن الخديوي عباس الأول حكم مصر لفترة لا بأس بها، إلا أن عهده لم يُسجل له إنجازات كبيرة مقارنة ببعض حكام الأسرة العلوية الآخرين. كان حاكمًا محافظًا، ذا طابع استبدادي، ورغم أنه حافظ على استقرار مصر داخليًا، إلا أن فترة حكمه كانت خالية من التحولات الاقتصادية والاجتماعية المهمة.