الملك أحمس الأول (حوالي 1550 – 1525 ق.م)
أحمس الأول هو مؤسس الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، ويُعتبر من أعظم ملوكها. قاد حرب التحرير ضد الهكسوس، مما أدى إلى تأسيس الدولة الحديثة، وهي فترة شهدت ذروة قوة وازدهار الحضارة المصرية.
نشأته وخلفيته العائلية
- العائلة: وُلد أحمس في عائلة ملكية من طيبة (الأقصر حاليًا). والده هو الملك سقنن رع تاعا الثاني، الذي بدأ المقاومة ضد الهكسوس، ووالدته الملكة إياح حتب.
- الأشقاء: كان له شقيق يُدعى كامس، الذي واصل القتال ضد الهكسوس بعد وفاة والدهما.
توليه الحكم
- بعد وفاة والده في المعركة واستشهاد شقيقه كامس، تولى أحمس الحكم في سن مبكرة، حوالي العاشرة من عمره.
- حمل لقب “نب-بتي-رع”، والذي يعني “سيد القوة رع”.
حرب التحرير ضد الهكسوس
- استراتيجية التحرير: بدأ أحمس بإعادة تنظيم الجيش المصري، مستفيدًا من الأسلحة والتكتيكات الحديثة، مثل العجلات الحربية.
- تحرير مصر: قاد حملة عسكرية ناجحة ضد الهكسوس، حيث هاجم عاصمتهم أواريس (صان الحجر حاليًا) في شمال مصر، وتمكن من هزيمتهم وطردهم من البلاد.
- متابعة الهكسوس: لاحق أحمس فلول الهكسوس إلى فلسطين، وحاصرهم في حصن شاروهين، مما أدى إلى استسلامهم النهائي.
إنجازاته بعد التحرير
- توحيد مصر: بعد طرد الهكسوس، عمل أحمس على إعادة توحيد مصر وتعزيز السلطة المركزية.
- إصلاحات داخلية: قام بإصلاحات إدارية واقتصادية، وأعاد فتح المحاجر والمناجم، مما أسهم في ازدهار الاقتصاد المصري.
- التوسع الإقليمي: وسع نفوذ مصر جنوبًا في النوبة، مما ضمن السيطرة على طرق التجارة الهامة.
مومياء أحمس الأول
- عُثر على مومياء أحمس الأول في خبيئة الدير البحري، وتم التعرف عليها من خلال النقوش والبرديات التاريخية.
- أظهرت الدراسات الحديثة أنه توفي في سن حوالي 35 عامًا.
إرثه وتأثيره
- تأسيس الدولة الحديثة: يُعتبر أحمس الأول مؤسس الدولة الحديثة في مصر، والتي شهدت فترة من الازدهار والقوة.
- رمز للتحرير: يُنظر إليه كرمز للتحرير والقومية المصرية، نظرًا لدوره في طرد الغزاة وتوحيد البلاد.
أحمس الأول كان قائدًا عظيمًا ورجل دولة بارز، نجح في تحرير مصر من الاحتلال الأجنبي ووضع الأسس لفترة من الازدهار والقوة في تاريخها القديم.
