الدولة الأموية (661-750م)

تعد الدولة الأموية من أولى الخلافات الإسلامية الكبرى بعد وفاة النبي محمد (ﷺ)، وقد أسسها معاوية بن أبي سفيان بعد نهاية معركة صفين والفتنة الكبرى بين الصحابة. حكمت الدولة الأموية معظم المناطق الإسلامية الممتدة من إسبانيا في الغرب إلى الهند في الشرق، ودامت ما يقارب 90 عامًا.


1. نشأة الدولة الأموية

  • تأسست الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان في عام 661م بعد موقعة صفين بين معاوية وعلي بن أبي طالب، الذي انتهى بتوقيع صلح الحسن.
  • بعد الصلح، أصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، وقام بتأسيس الدولة الأموية، وجعل دمشق عاصمة لها.
  • كانت هذه الدولة تمثل التحول من الخلافة الراشدة إلى الخلافة الملكية، حيث أصبح الخلافة وراثية في عائلة بني أمية بدلاً من انتخاب الخليفة كما كان في فترة الخلفاء الأربعة الأوائل.

2. حكم الأمويين وأبرز الخلفاء

أ- معاوية بن أبي سفيان (661-680م)

  • معاوية هو مؤسس الدولة الأموية وأول خليفة أموي.
  • عمل على توحيد الإمبراطورية الإسلامية بعد فترة من الاضطرابات السياسية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان والفتنة الكبرى.
  • نقل عاصمة الخلافة إلى دمشق، حيث أسس إدارة مركزية قوية.
  • عُرف بحنكته السياسية ونجح في إقامة دولة إسلامية كبيرة تمتد من المحيط الأطلسي إلى الهند.

ب- يزيد بن معاوية (680-683م)

  • يزيد بن معاوية هو ابن الخليفة معاوية، وتولى الخلافة بعد وفاة والده.
  • عُرف حكمه بالتحديات الكبيرة مثل معركة كربلاء في 680م، حيث استشهد فيها الإمام حسين بن علي، مما أفضى إلى الانقسام بين السنة والشيعة.
  • كان حكمه قصيرًا، حيث توفي بعد ثلاث سنوات من توليه الخلافة.

ج- عبد الملك بن مروان (685-705م)

  • عبد الملك بن مروان هو خامس خليفة أموي وأحد أعظم حكام الأمويين.
  • في عهده، توسعت الدولة الأموية بشكل كبير، وواجه التمردات الداخلية مثل ثورة عبد الله بن الزبير في الحجاز.
  • أُدخل العديد من الإصلاحات الإدارية، وكان له دور كبير في تعريب الإدارة وتطوير العملة الإسلامية، مما ساعد على توحيد الدولة.
  • كما أمر بتشييد قبة الصخرة في القدس.

د- الوليد بن عبد الملك (705-715م)

  • الوليد بن عبد الملك هو أحد خلفاء الأمويين المتميزين في مجال التوسع العمراني.
  • شهدت الدولة الأموية في عهده توسعًا كبيرًا في الأندلس، شمال أفريقيا، الهند، وتركيا.
  • في عهده أيضًا، تم بناء جامع دمشق الكبير، وكان يتمتع بسمعة طيبة في مجالات العمران والفتوحات العسكرية.

هـ- عمر بن عبد العزيز (717-720م)

  • عمر بن عبد العزيز هو أحد الخلفاء الأمويين الذين اشتهروا بصلاحهم وعدالتهم، وقد تم وصفه بـ “الخليفة الخامس الراشد” بفضل عدله في الحكم واهتمامه بمصلحة المسلمين.
  • عمل على إصلاح النظام الإداري، وتقليص الفوارق الطبقية، وأعاد النظر في الأوقاف، وحرص على مراعاة فقراء الأمة.

3. توسعات الدولة الأموية

  • تحت حكم الأمويين، كانت الفتوحات الإسلامية في ذروتها، وامتدت الأراضي التي كانت تحت حكمهم لتشمل إسبانيا في الغرب والهند في الشرق.
  • في الشام، مصر، الأناضول، وشمال أفريقيا كانت الدولة الأموية قد ضمنت سلطة قوية في معظم العالم الإسلامي.
  • الأندلس، التي غزاها الأمويون في 711م بقيادة طارق بن زياد، أصبحت جزءًا مهمًا من الإمبراطورية الأموية.
  • الفتح الإسلامي لبلاد ما وراء النهر والفتوحات في الهند كانت من أعظم إنجازات الأمويين العسكرية.

4. التحديات والصراعات

  • رغم النجاح الكبير في الفتوحات، كانت الدولة الأموية تواجه تحديات داخلية مثل التمردات والفتن.
  • من أبرز هذه الفتن الفتنة الكبرى (656-661م) وتمرد عبد الله بن الزبير في مكة والمدينة، التي استمرت لمدة طويلة في عهد عبد الملك بن مروان.
  • كما واجه الأمويون معارضة شديدة من الشيعة، خاصة بعد مذبحة كربلاء (680م) التي قُتل فيها الإمام حسين بن علي، مما زاد من الانقسامات بين السنة والشيعة.

5. انهيار الدولة الأموية (750م)

  • رغم قوتها وازدهارها، إلا أن الدولة الأموية بدأت في التدهور نتيجة الاستبداد السياسي، والضرائب الثقيلة، والتمييز ضد غير العرب في مختلف أنحاء الإمبراطورية.
  • في عام 750م، تمكن العباسيون من الإطاحة بالحكم الأموي في معركة الزاب الكبرى، حيث هُزم الأمويون نهائيًا على يد جيش العباسيين بقيادة أبو مسلم الخراساني.
  • بعد هذه الهزيمة، تم القضاء على معظم أفراد الأسرة الأموية، باستثناء أحدهم وهو عبد الرحمن الداخل الذي فر إلى الأندلس وأسس **الدولة الأموية في
اترك تعليقاً 0

Your email address will not be published. Required fields are marked *


Free counters!